إدارة بالاستنساخ !!
قمت بزيارة صديق تسنم قريباً منصب مدير عام شركة كبرى ، وأثناء الحديث دخل أحد موظفيه يخبره بأن الموظف الفلاني كان ( سأل عنه المدير ) قد خرج ، فقلت له وبشيء من الاستغراب : كيف خرج دون علمك ؟ واستدركت بأني تطفلت وتدخلت فيما لا يعنيني ، فقلت بصيغة أخرى : لا بد أنك كلفت أحد الموظفين ليتولى مهمة الاستئذان .
فأجاب المدير وقد غشيته ابتسامة عريضة ملؤها الزهو والاعتداد : قد منحتهم الثقة في هذا الشأن تحديداً وقلتها صراحة في أول يوم من مباشرتي كمدير : أي موظف يضطر للخروج ( يأذن لنفسه ) على أن يعود مجرد قضاء لزومه شريطة ألا يؤثر خروجه على سير العمل ، بمعنى أن يكون هناك تنسيق بين الزملاء.
بادئ ذي بدء لا بد من التعريج على جملة من المقدرات كالثقافة والدرجة العلمية والخبرات العلمية والمهارات ، مغزى القول أن الفروق الفردية هي التي تحكم وإن شئت تتحكم في تركيبة وفلسفة أي منظومة عمل فثمة موظف لمجرد أن يعطيه المدير الثقة والتقدير يبادر سريعاً بلا كلل أو ملل لمضاعفة مجهوده ، وتكون غايته الأسمى أن يحظى بحسن ظن مديره ، وبكلمة أوضح : يثمن الثقة والتقدير .
وهذا النموذج من الموظفين يستحق وجدير بأن يكون (مدير نفسه ) بوصفه رقيب نفسه في المقابل هناك من يستغل الثقة أسوأ استغلال فنجده يوظفها لحسابه فهو والحالة تلك لا يتوانى بالخروج من العمل لسبب ومن دونه .
فبحسب طويته وتفكيره القاصرين يتصرف مجمل القول : إن نجاح هذا الأسلوب الإداري المبتكر وأي أسلوب آخر نجاح نسبي يعتمد بالدرجة الأولى على نوعية الموظفين فهو المعيار الحقيقي لاستخدام هذا الأسلوب أو ذاك .
لا يوجد تعليقات